خاص NTV عراق
أكد عضو لجنة كتابة الدستور العراقي الشيخ جلال الدين الصغير أن الدستور العراقي قد كُتب بإرادة وعقلية عراقية خالصة رغم المحاولات المتعددة من أطراف دولية وإقليمية لإفشال العملية السياسية في العراق بعد عام 2003.
وقال الصغير، خلال استضافته في برنامج “جملة مفيدة” الذي تبثه قناة NTV عراق، إن الأجهزة المخابراتية في دول الجوار والعالم كانت على دراية تامة بكيفية تسلل المسلحين إلى العراق بعد 2003 مؤكداً أن “ما من جواز عبر من أوروبا إلى بغداد دون علم تلك الأجهزة”.
وأضاف أن بعض الدول العربية سعت لإفشال المشروع الأميركي في العراق خوفاً من انتقال التجربة إلى بلدانها، مبيناً أن أحد رؤساء المخابرات العربية اعترف له عام 2006 بأنهم قرروا “إزعاج الأميركيين” للحيلولة دون نجاح المشروع.
وتحدث الصغير عن التحديات التي رافقت كتابة الدستور، موضحاً أن تركيز المشرّعين كان على منع عودة الانقلابات العسكرية وضمان عدم تمركز السلطة بيد جهة واحدة. وقال: “ربما تكون الدولة المركزية حلاً في ظروف أخرى لكن العراق لا يحتمل ذلك النموذج بعد ما مرّ به”.
كما تطرق إلى المحاصصة الطائفية التي فُرضت على النظام السياسي، قائلاً: “لم يكن الشيعة يفكرون بالهيمنة بل كانوا يسعون لأخذ حقوقهم عبر حفظ حقوق الآخرين، كما كان يؤمن الشهيد محمد باقر الحكيم”.
وفيما يخص تجربة داعش، أكد الشيخ الصغير أن التنظيم استغل الظروف الأمنية والسياسية مبيناً أن غالبية عناصره في العراق كانوا من أبناء المناطق التي سيطروا عليها فيما كانت أعداد الأجانب محدودة.
وحول الدعوات الأخيرة للقاء الجولاني في قمة عربية مرتقبة أشار الصغير إلى أن العراق لا يتعامل مع الأفراد بل مع الدول مشدداً على أن “الجولاني يبقى أحد رموز الفكر التكفيري، ولن يُسمح له بتهديد الأمن العراقي”.
وختم حديثه بالتأكيد على أن العراق يتعامل اليوم بمنطق المصالح المتبادلة وأن الحكومة تعمل على ترتيب أوراقها بما يحقق الاستقرار السياسي والأمني دون التفريط بالثوابت الوطنية أو التهاون مع التهديدات.