أكد رئيس الوزراء العراقي الأسبق، عادل عبد المهدي، أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لم يحققا أهدافهما في المنطقة، رغم مزاعمهما المستمرة، مشيرًا إلى أن هناك انقسامًا كبيرًا داخل حكومة الاحتلال، وهو أحد تداعيات عملية السابع من أكتوبر، التي جعلت إسرائيل منبوذة وغير مقبولة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأشار عبد المهدي في تصريح لبرنامج من صنعاء الذي تبثه قناة النجباء الفضائية إلى أن الولايات المتحدة اليوم ليست كما كانت سابقًا، حيث تواجه أزمات سياسية ومالية داخلية عميقة، معتبرًا أن ما يحدث حاليًا في العالم هو بمثابة حرب عالمية ثالثة، ولكن بأساليب حديثة وتكنولوجية، وليست حربًا برية تقليدية.
وفيما يتعلق بالتطورات في البحر الأحمر، شدد عبد المهدي على أن البحرية الأمريكية، التي لم تُهزم يومًا، اضطرت إلى الانسحاب أمام ضربات “أنصار الله” في اليمن، مشيرًا إلى أن الاعتداءات الأمريكية على اليمن تتم دون خطط استراتيجية واضحة، وإنما كـرد فعل متسرع. وأضاف أن واشنطن تدرك أن اليمن أشد خطرًا عليها من أفغانستان، ولن تتورط في حرب طويلة مع صنعاء.
أما على جبهة غزة ولبنان، فقد أشار عبد المهدي إلى أن إسرائيل تكبدت خسائر كبيرة بسبب غياب الخبرة العسكرية، مضيفًا أن الأمريكيين لا يريدون الانجرار إلى حرب جديدة في المنطقة لصالح إسرائيل. وأوضح أن “الشرق الأوسط الجديد” يتشكل حاليًا، لكن ليس لصالح إسرائيل، وإنما لكسر حدود “سايكس بيكو”.
كما لفت عبد المهدي إلى أن استشهاد السيد نصر الله شكل خسارة كبيرة، لكن جبهة المقاومة استطاعت إفشال مخطط صهيوني كان يستهدف لبنان. وأضاف أن تشييع السيد نصر الله عكس قوة حزب الله وعدم تأثره بالحرب، مؤكدًا أن سقوط الشهداء هو وقود النصر في كل الحروب، وحزب الله نموذج حي لذلك.
وفي السياق الفلسطيني، أشار عبد المهدي إلى أن حركة حماس استعادت قوتها بسرعة، وهو ما اعترف به العدو الإسرائيلي، خاصة بعد صفقة تبادل الأسرى. وأوضح أن استئناف العدوان لن يحقق أي نصر لإسرائيل، التي تحاول التهرب من الاعتراف بالهزيمة، مؤكدًا أن بيئة المقاومة تتسع، وهو ما يقلق الاحتلال في ظل تعدد الجبهات. كما شدد على أن حماس ليست لديها مشكلة في الحصول على السلاح، بل إنها قادرة على تصنيعه محليًا.
وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي من إيران، أكد عبد المهدي أن واشنطن بعيدة كل البعد عن الدخول في حرب مباشرة مع طهران، مشيرًا إلى أن المنطقة لن تهدأ في ظل غياب حل سياسي شامل أو حل عسكري نهائي، إلا أن إسرائيل باتت في حالة تراجع استراتيجي.