استعرضت مجلة لوبوان الفرنسية في تقرير لها العبارة الشهيرة والمتداولة حول العالم والتي تقول ان “كل الطرق تؤدي إلى روما”.
ورأت المجة الفرنسية أن الفكرة الشائعة عن الطرق الرومانية صورة تم تضخيمها من قبل مصممي الكتب الشعبية تبرز الطرق المعبدة بدقة على طبقات متعددة من الحصى والرمل مع أن المتخصص في التاريخ الروماني برتراند لانسون، يقول إن الطرق الرومانية الشهيرة كانت مصنوعة أساسا من الطين الصخري وهي قليلة ومعظمها في ضواحي المدن وفي قلبها ، بينما اشارت المجلة إلى أن فكرة أن “كل الطرق تؤدي إلى روما” يمكن أن تثير مركزية الإمبراطورية أو الكنيسة المسيحية ، موضحة أن الإمبراطورية الرومانية لم تكن تتفق مع دولة مركزية كما نتصورها، يقول المؤرخ نفسه من الصعب للغاية القول إن الإمبراطورية الرومانية كانت دولة مركزية إلى الحد الذي كانت فيه العادات المحلية المتوافقة مع المؤسسات الرومانية مقبولة على نطاق واسع.
ومع ذلك كانت الطرق الرومانية ركيزة الإدارة الإقليمية كما تقول المجلة فقد وفرت حركة سريعة للقوات وسهلت الاتصال بين مراكز صنع القرار، وبالتالي ساهمت بشكل أساسي في وجود الإمبراطورية الرومانية، ولذلك كانت إحدى أولويات الإمبراطور أغسطس بعد معركة أليسيا (52 قبل الميلاد)، هي تطوير شبكة طرق فعالة تربط ليون بالنقاط الإستراتيجية في الإقليم.
وعلق نيكولا بيرغي، المؤرخ الفرنسي في القرن الـ16 متسائلا “ما الفائدة التي كانت ستجنيها روما من إخضاع العالم لو لم تكن لديها طرقها لإيصال أمرها إلى العالم؟، حيث يُقدر طول شبكة الطرق العامة الرئيسية في الإمبراطورية بما يتراوح بين 80 ألفا و100 ألف كيلومتر.