فر جيش الاحتلال الصهيوني من المناطق التي تقدمت اليها في مختلف القرى والبلدات على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة وخاصة حولا ومركبا ميس الجبل وبليدا وعديسة.
وافادت وكالة يونيوز بان جيش الاحتلال سحب الآليات العسكرية من المناطق اللبنانية التي دخلها في اطار هجومه البري الذي بدأه قبل شهر من الآن ، واضافت بحسب تقاريرها الميدانية ان جيش الاحتلال أعاد اليوم الاثنين نشر قواته داخل المستوطنات الاسرائيلية بعيدا عن الحدود اللبنانية بعمق يتراوح 5 الى 10 كلم ، وهو ما يعود الى الخشية من استهداف المقاومة بالصليات الصاروخية المركزة والمسيرات الانقضاضية المتواصل للقوات الاسرائيلية ما يكبدها خسائر فادحة.
وعلمت يونيوز ان الطيران المسير التابع للمقاومة الاسلامية أجرى اليوم مسحا جويا لمناطق الحافة الأمامية في جنوب لبنان، واطلعت على نتائج المسح الجوي الذي يؤكد انسحاب القوات الاسرائيلية الى ما وراء الحدود. وظهر في الصور الجوية قيام الجيش الإسرائيلية بإغلاق بعض الثغرات التي فتحها وتسلل منها نحو المناطق اللبنانية ، فيما اضافت ان جيش الكيان واجه صعوبات في التموضع بالمناطق التي تسلل اليها بفعل الاستحكام الناري للمقاومة، وقدرتها على قنص دباباته وآلياته وضباطه وجنوده ، حيث فشل الاحتلال في المرحلة الأولى من عمليته البرية، وانسحب بعد شهر من المواجهات مع المقاومة من المناطق التي تقدم فيها تحت غطاء جوي تدميري انتهى من دون سيطرة فعلية الى بلدات الحافة الأمامية.
وقيد استهداف المقاومة الصاروخي للتجمعات العسكرية الاسرائيلية في المستوطنات الشمالية حركة القوات، ومنعها من التنقل المريح، وأجبرها على اتخاذ تدابير التخفي على نطاق واسع وهو ما انعكس سلبا على المرحلة الأولى من عمليتها البرية ، حيث ان ثبات القوة الصاروخية للمقاومة على وتيرة تصاعدية في استهداف التجمعات العسكرية الاسرائيلية في المستوطنات أرهق القبة الحديدية وأنظمة الاعتراض الجوي، وحد من قدرتها على العمل بفعالية، وسط تقارير اسرائيلية تتحدث عن تراجع مخزون الصواريخ الاعتراضية، وهو ما ينذر بانكشاف جميع المنشآت العسكرية والأمنية في اسرائيل أمام صواريخ المقاومة وطائراتها الانقضاضية.
وتابعت وكالة يونيوز ان الانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان يمكن المستوى السياسي في الكيان من توظيفه في ملفات عدة، لكنه بالنسبة للمستويات العسكرية والأمنية هو تعبير عن الفشل على جميع الصعد. فالهدف الاسرائيلي من الدخول البري كان القضاء على قدرات حزب الله واعادة سكان المستوطنات الى الشمال، لكن ما حصل هو خسارة اسرائيل للشمال في ظل موجة جديدة من النزوح من صفد وحيفا نحو المدن الاستيطانية الكبرى في الوسط.