🔴 بلى والله، إنّها حملةٌ مدفوعة الثمن لتلميع شكل البصرة

شارك القصة

🔴 بلى والله، إنّها حملةٌ مدفوعة الثمن لتلميع شكل البصرة
🔴 بلى والله، إنّها حملةٌ مدفوعة الثمن لتلميع شكل البصرة
الخط

📝 علي وجيه

بلى والله، إنّها حملةٌ مدفوعة الثمن لتلميع شكل البصرة، بلى والله، وحقّ كلّ ما خلق الله في البصرة، إنّما نحن مأجورون، ونحاول أن نردَّ بعضاً من دفء كلّ كلمة “حبّوبي” سمعناها من ساحة سعد إلى الفاو، أن نردّ بعض ابتسامة البصريين، الذين يأكلهم السرطان ويطعموننا خير الأرغفة ثمناً لِما أصابهم دخانه بالسرطان، أن نردّ بعض الضيافة الإجبارية، حين “يعتقلك” المضيّف، ويزعل فعلاً إن لم تكن بضيافته.
نحن مدفوعو الثمن، لأننا نحبّ البصرة، التي يهفو لها قلب كلّ خليجي، حين كانت “بصرة” والمدن الأخرى مجرّد رمال بخطوط وهميّة على الصحراء، البصرة المتعبة قليلاً، والتي تتأنّق سنوياً، بالشرايين المعبّدة الجديدة، والطرق السريعة، التي لا ينكر وجودها إلاّ أعور ضمير، لكنه ذنب العيداني الذي لا يُغتفر، ذنبه لأنه لم يدع الأمور تنزلق تماماً، ليكون العراق تحت رحمة كلّ فوضى، لأن أوردته النفطية ستكون تحت رحمة هذا وذاك، وسيُصمت عمّا يحدث هناك، لأنها الفوضى، الثمرة الذهبيّة لهذا الزمن.
نحن مدفوعو الثمن، لأننا نحبّ البصرة، بمعنى أدق: نعبدُها، لأن الله يُحسّ، والبصرة تُرى، ولطالما عُبدَ الله بكحل البصريات، ودفء البصريين، ومياه شطّ العرب، والسعف المتناثر في سواقي بويب والسرّاجيّ، ولأن البصرة كلّها “ميناء أبو فلوس”، وهو ينثرُ عيدياته على العراقيين جميعاً..
أهلاً وسهلاً بكلّ أشقائنا العرب، العراقُ ليسَ عراق الإعلام، والخوف، هو عراق محبّة لا تنفد، والبصريون سيضعون كلّ ضيوفهم في عيونهم قبل الفنادق، ستلعبون الكرة، وتعودون مضمّخين بالعود، وجيوبكم ملأى عناقاً وحلاوة نهر خوز، وصوراً كثيرة قرب تمثال السيّاب، استمعوا بدقّة لخشبة سعد اليابس، وإلى كلّ “هو يا مال” ستتناثر عليكم من كلّ حدب وصوب، فأنتم في أمّ العراق، ورفعة رأسه، وبين أهلٍ لكلّ غريب ووافد وصديق.
ستعودون لبلدانكم مثلنا، مدفوعي الثمن آنفاً، مأجورين، لتكونوا فراشات ألكترونية، ستتحدث طويلاً عن البصرة، بصرتنا، وعن هذه البطولة التي انتظرتها المدينة المنهكة طويلاً.