📝 الكاتب احمد الادهمي
من القتال في سوريا الى توطيد العلاقات مع روسيا، مقاربة قد تكون بعيدة جغرافيا قريبة لفظيا، إلا أنها بلا شك ملفتة ولا يمكن ان تمر مرور الكرام .
الشيخ اكرم الكعبي هو الأمين العام لحركة النجباء التي ساهمت بشكل فعال بإعادة الاستقرار الى سوريا بعد أن قاتلت جنبا الى جنب مع الجيش العربي السوري الجماعات الارهابية المتطرفة التي تجمعت في سوريا لإسقاط نظام بشار الاسد إبان حقبة ما سمي بالربيع العربي الذي أسقط أنظمة تونس وليبيا ومصر وكاد أن يصل الى الجارة سوريا.
القتال في سوريا
الشيخ الكعبي الذي تواجد في ساحات القتال في سوريا أطلق في حينها على هذه الحرب اصطلاح حرب الدفاع عن العقيدة والمقدسات وهو مصطلح يكشف عن هوية هذه المعارك ويجيب عن كثير من التساؤلات التي قد تطرح من هنا وهناك فالحرب في سوريا بنظر القائمين على حركة النجباء لها مسوغ شرعي وآخر وطني، أما الشرعي فهو الدفاع عن مرقد السيدة زينب عليها السلام الذي كان هدفا أساسيا لعصابات الارهاب التي اجتاحت سوريا مدعومة من قبل صناع الشر العالمي اميركا والكيان الصهيوني وآل سعود ومن سار بركبهم من السلفية والوهابية، وأما الوطني فهو إن الدفاع في سوريا يعني الدفاع عن العراق وهي الحرب الوقائية لدفع الضرر عن العراق وعن محور الممانعة الذي أريد له أن يتفتت أو يسقط لولا وقوف أبناء المقاومة بوجههم ودحر مخططاتهم، لذا فمن يريد أن يعرف أسباب القتال في سوريا عليه أولا أن يسأل السؤال البديهي التالي، ماذا لو سقط النظام في سوريا؟ وماذا لو سيطرت العصابات الارهابية على مرقد السيدة زينب عليها السلام؟ ، لك أن تتخيل الوضع في سوريا والعراق والمنطقة ككل في حال سيطرت هذه العصابات وفعلت ما فعله داعش الارهابي في العراق، من أجل أن لا يحدث ذلك قاتل النجبائيون في سوريا وقدموا التضحيات الجسام وتحملوا الكثير من اللوم والانتقادات ولكنهم ورغم كل ذلك داسوا على جراحهم وتحملوا الألم وحثثوا النصر الكبير على عصابات الشر الارهابية في سوريا وأدوا واجبهم على اكمل وجه.
برد روسيا وحرارة اللقاء
الى روسيا، حيث حط رحاله الشيخ الكعبي في زيارة التقى خلالها كبار المسؤولين على الصعيد الديني والسياسي والثقافي، ورغم درجات الحرارة المنخفضة في روسيا إلا أن حرارة اللقاء أضفت على الزيارة دفء التفاهم وتوطيد العلاقة مع دولة أريد لها هي الأخرى أن تخضع للاستكبار العالمي وأن تكون تابعة تضاف الى قائمة الدول التابعة لقوى الجريمة والاستعمار كدولة التاج البريطاني واللقيطة إسرائيل ومملكة آل سعود الداعم الأكبر لمشروع أميركا الاستعماري.
روسيا التي عادلت موازين القوى في العالم ودحضت نظرية القطب الواحد وأفشلت مخططات عقود من السنين ووقفت مع الدول التي تعرضت للظلم والاستعمار ونهب الثروات كانت المستضيفة لسماحة الشيخ الكعبي والمرحبة بهذه الزيارة المفعمة بالاهداف السامية، ولاسيما أن المسؤولين الروس تفاعلوا مع هذه الزيارة وأبدوا استعدادهم لدعم العراق وأبناء المقاومة الاسلامية لتطوير العلاقات والتأكيد على ضرورة دفع العلاقات الثنائية مع العراق الى الأمام وبما يضمن ديمومتها واستمراريتها.
ما هي الرسالة ؟
الزيارة حملت الكثير من الرسائل الجلية التي وصلت بعيد الإعلان عن الزيارة بوقت قصير، فبالنسبة للجانب الروسي أكدت هذه الزيارة أن البلدان الحرة والتي لا تقبل أن تكون ضمن محور الشر الاميركي، ولن تخضع لإرادة الدول المستكبرة وهي متوحدة وثابتة على اختلاف مسمياتها وأعراقها وديانتها، ولن تكون لقمة سائغة لدول الاستعمار مهما تكالبت، أما بالنسبة لحركة النجباء فإن الرسالة الأوضح أن هذه الحركة المقاومة انتهجت منذ انطلاقتها نهج الوقوف مع المستضعفين ونصرة الحق وتقديم الدعم للمسلمين أينما كانوا وحيثما وجدوا شرط الاستطاعة وستصل الى أي مكان يمكنها التواجد فيه ولن تحدها حدود وتمنعها من قول كلمة الحق واعلان رفضها للظلم والاستبداد.
رسائل مهمة وصلت الى المرسل اليه، سيعيها كل ذي لب ويفهمها، ولن تكون مجرد زيارة عابرة ولقاءات اعتباطية ، إنما هي زيارة مدروسة ومخطط لها مسبقا لتبتدئ من مفتي الديار في روسيا، السلطة الدينية مسلمين ومسيحا، ثم الخارجية الروسية وهي الجهة التي تمثل سياسات الامبراطورية الروسية الخارجية وكيفية تعاملها مع المحيط والعالم ككل، وبعدها اللقاء بالبروفيسور فيتالي نؤومكين وهو الذي يمثل الفكر الاستراتيجي الروسي وإحدى العقليات التي ترسم مستقبل هذا البلد العظيم كمستشار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.