إن الحرب الناعمة التي يستخدمها العدو للسيطرة على العقل الجمعي للمجتمع صارت أدواتها ووسائلها تتسع وتتطور، بدءا من الشائعات المسمومة التي يبثها العملاء والتابعون، مرورا باستخدام الصحافة المقروءة، وصولا الى المرئية والمسموعة كالتلفزيونات والإذاعات، وانتهاء بالفضاء المجازي المتمثل بوسائل التواصل التي تتميز بالسرعة وسهولة الاستخدام وتبث من خلالها الأفكار التي ظاهرها إعمار وباطنها خراب وتزييف الحقائق؛ لحرف المجتمع وتجهيله وتوجيهه والسيطرة عليه من حيث لا يشعر؛ لتحقيق أهدافهم الخبيثة؛ لذلك تجدهم يحجبون في أكثر مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وغيره، الجهات التي تواجه فكرهم المنحرف، اليوم يعلم الجميع أن مجرد ذكر اسم او وضع كلمة او مقال او صورة او مقطع فيديو وعظ او مجرد تعزية لنا فإنه يتم حذفه وغلق صفحة الناشر من غير تحذير حتى، وكذلك مواقع أخرى تنتهج سياسة التحجيم وليس الإلغاء الكامل، فتجدهم يتركون صفحات الحق لتصل الى مستوى معين من الرواج ثم يغلقونها؛ ليعود من جديد من الصفر وهكذا؛ ليقارن المجتمع بين صفحات الباطل المليونية وصفحات الحق المحدودة، وليس ذلك فحسب، بل إنهم يقومون بالتحكم الكامل بمنصات ومواقع التواصل الاجتماعي بإيصال منشورات تستهدف عقل الإنسان، حتى وإن لم يكن قد تابع الصفحة الناشرة، وبهذا يصلون الى مبتغاهم وهو إيصال الأفكار وزرعها في عقول المجتمع لتوجيهه كالدمى، ولا يخفى الدور المشبوه لبعض المدونين والناشطين الذين يقبعون في الخارج من الذين باعوا ضمائرهم لمخابرات معادية للإسلام او تابعة لدول استعمارية واستكبارية؛ ليعملوا على بث الأفكار المسمومة في الفضاء المجازي وفق برامج ممنهجة، كل ذلك يوجب علينا جهاد التبيين الذي دعا إليه سماحة السيد القائد الخامنئي دام ظله حينما اعتبر وجوبه عينيا وفوريا، فلذلك على كل من يستطيع الرد على هذه الأفكار ومواجهتها وتنبيه من يستطيع تنبيهه أن يعمل على ذلك بشكل فوري ويؤدي تكليفه الرسالي بشكل مباشر ولا ينتظر توجيها من غيره ويعمل ليتواجد بالفضاء المجازي بشكل أوسع وأكبر؛ ليؤدي وظيفته الرسالية والجهادية، إن معركة التبيين ومواجهة ورد الأفكار المنحرفة والشبهات والشائعات والأكاذيب والخداع في هذا الفضاء الافتراضي لا يقل أهمية عن الجهاد العسكري في ميدان المعركة، حيث يعد إجراء وقائيا لحفظ الشباب والمجتمع؛ لكي لا ينخدعوا ويكونوا في جبهة العدو، صحيح أن الفضاء المجازي بشكل كبير إن لم يكن كاملا بيد العدو إلا أن جهادنا يمكن أن يكون من خلال منصاته ومواقعه باستثمار الثغرات والعناوين البديلة لخوض المعركة في مواقعه ومنصاته كالمجاهد الاستشهادي الذي يخوض معركته في عقر دار العدو وعلى أرضه.
الشيخ اكرم الكعبي
الأمين العام للمقاومة الإسلامية
حركة النجباء